الأربعاء 04 ديسمبر 2024

رواية رائعة بقلم بنوته اسمرة

انت في الصفحة 50 من 79 صفحات

موقع أيام نيوز


تحديدا هو أسوأ موضع فى السيارة لأن الراكب فى هذا المقعد تصبح عليه مهمة اعطاء الأجره من الركاب الى السائق وباقى المال يعيده الى الركاب كل دقيقتين يجد من يربت على كتفه ليعطيه الأجرة وينتظر الباقى شعر بالحنق والضيق أما ياسمين فكانت سعيدة للغاية عندما التفتت اليه ورأت علامات الضيق على وجهه شعرت بأنها انتقمت منه بطريقه ما نظر اليها ليجدها تنظر الى الشباك مبتسمه فإبتسم وأمال برأسه تجاهها قائلا بهمس 

فداكى المهم انى آعد جمبك
تلاشت ابتسامتها وخفق قلبها تبا لك أيها القلب الذى لا تكاد تسمع صوته حتى تقفز ثائرا معلنا عن عصيانك لأوامري ظلت تنظر من الشباك بعد دقيقه أمال رأسه مرة أخرى قائلا 
تسلمي ايدك المكرونة عجبتنى أوى مكنتش أعرف انك شاطره كده
لم تبدى أى رد فعل فأكمل قائلا 
غرت ان حد ياكل منها غيري عشان كده خدتها معايا سبتها فى العربية
حاولت قدر الإمكان أن تصم أذنها عن كلماته وألا تتأثر بما يقول صمت قليلا ثم أتاها صوته بشئ من الألم 
نفسي أفهم حاجه واحده بس انتى ليه رفضانى
قطبت جبينها وهى تتذكر الأسباب الكثيرة التى تجعلها ترفضه
حثها قائلا 
مش هتيريحيني وتعرفيني السبب 
صمتت ولم تجب أتى مكان نزولهما نزل أولا ثم نزلت ياسمين كانت متوجه الى البوابه عندما اعترض طريقها قائلا حزم 
مش هسيبك تعدى إلا لما تقوليلى سبب واحد لرفضك ليه
نظرت اليه پحده وحاولت المرور لكنه سد عليها الطريق نظرت اليه غاضبه وقالت 
لو سمحت عديني ميصحش اللى انت بتعمله ده
قال بتصميم 
أسمع سبب واحد وساعتها هعديكي
قالت بتحدى 
مش هتكلم 
قال بتحدى مماثل 
مش هعديكي
زفرت ونظرت حولها لم تجد من ينقذها من هذا المأذق قال عمر بنفاذ صبر 
ها مش هنفضل واقفين كده كتير 
ثم قال بخبث 
وبعدين لو حد من جوه المزرعة شافنا واقفين مع بعض أكيد هيقولوا الموضوع فيه ان 
وانتى عارفه الناس هنا مبتسكتش
نظرت اليه پغضب قائله 
طيب عديني
قال ببرود 
قوليلي سبب واحد وأنا اعديكي
صمتت قليلا ثم قالت پحده 
أنا وانت مننفعش
لبعض لمليون سبب
قال بنفس البرود 
اديني سبب واحد من المليون سبب دول
عضت على شفتيها ثم نظرت اليه قائله 
انت فى طريق غير اللى أنا ماشية فيه فى مليون اختلاف بينى وبينك
ثم قالت پحده 
ممكن بأه تعديني
صمت قليلا ثم قال 
هساعدك انك توصلى للطريق اللى أنا فيه وتمشى معايا فيه
قالت بحزم وكأن كلامه أهانها 
أبدا متمناش أبدا انى أمشى فى الطريق اللى انت ماشى فيه
تأملها قليلا قالت فى نفسها لقد أغضبته الآن ولن يعاود التفكير فيها مرة أخرى حسنا هذا ما أردته وقد حصلت عليه أتاها صوت عمر الحانى وابتسامته العذبه لتصدمها قائلا
لو انتى مش عايزة تمشى فى طريقي أنا هوصل للطريق اللى انتى فيه وأمشى معاكى فيه المهم عندى اننا نكون سوا
عانقها بعينيه للحظة قبل أن يبتعد جانبا ليفسح لها الطريق مشت ودخلت من البوابه وقبل دخولها ألقت عليه نظرة وهو يعاود أدراجه ليحضر سيارته التى تركها
ممممممم نفسها فى الأكل حلو أوى لأ كده انا اطمنت عليك
قالت كريمه هذه العباره لإبنها وهما جالسان معا على طاولة فى المطبخ
ابتسم عمر قائلا 
كويس أول الطريق خطوه دلوقتى حبيتى أكلها بكره تحبيها
ابتسمت كريمه قائله 
بس انت رهيب يا عمر حد يتعزم عند واحد صحبه وياخد باقى الأكل وهو نازل
ضحك عمر بشدة قائلا 
نفس اللى قالهولى أيمن
قالت كريمه فى سرور 
ربنا يسعدك يا حبيبى وينولك اللى فى بالك
قبل عمر يدها قائلا 
يارب يا ماما
فى صباح اليوم التالى وقفت كرم على باب مكتب ريهام كان قد تحاشى الذهاب الى العمل ورؤيتها منذ أن انفعلت عليه فى مكتبه بسبب كلماته وقف أمام المكتب فنظرت اليه ثم عادوت عملها فى صمت تنحنح وشعر بالحرج قليلا هو يقول 
أنا آسف على الكلام اللي قولتهولك آخر مرة فى مكتبي
نظرت اليه صامته فأكمل قائلا 
أنا مكنش قصدى أهينك أو أجرحك وأنا عارف وواثق انك بنت محترمه وفعلا كلامى مكنش يصح أقولهولك
أومأت ريهام برأسها ثم عاودت مزاولة عملها 
تفرس فيها كرم قائلا 
يعني خلاص سمحتيني
نظرت اليه قائله 
خلاص محصلش حاجه 
ابتسم وقال قبل أن يغادر مستنى البريد فى مكتبي
أحضرت ريهام البريد وهى تبتسم فى نفسها
فجأة سمع الجميع أصوات هرج ومرج خرجت ياسمين من مكتبها لتستطلع الأمر وجدت أعد العمال يجري فى اتجاه وعامل آخر قادم مهرول من نفس الطريق فأوقفته ياسمين قائله 
لو سمحت ايه اللى حصل 
قال الرجل وهو يلهث 
عامل ايده اتحشرت فى ماكنه طحن الحروب جه البشمهندس عمر يساعده قامت الماكنه طايله ايده هو كمان
أصاب ياسمين الفزع وشعرت بقلبها يهوى على الأرض أسرعت ياسمين فى اتجاه مخزن الأدوية وأحضرت شنطة الإسعافات الأولية ثم ذهبت مسرعه فى الإتجاه الذى ذهب فيه العامل رأت عدة عمال متجمعين خارج المبنى وأحد العمال يقف على الباب يمنعهم من الدخول أسرعت وصړخت فيه قائله 
عديني بسرعة
أفسح الرجل لها الطريق دخلت لتجد رجل نائم على الأرض وحوله رجلين بحثت بنظرها عن عمر فلم تجده ذهبت اليهم لتجد يد الرجل فى حاله يرثى لها فلقد أجهزت الماكينه على كفه والرجل فقد وعيه من شدة الألم خفق قلبها بقوة ترى ماذا أصاب عمر وأين هو الآن هل أصيب مثله چثت بجوار الرجل الفاقد الوعى وأخرجت من الحقيبه التى تجملها قماشة طويلة ربطت بها رسغه بقوة لكى تقلل من الډم الذى يفقده قال لها أحد الرجلين مش هتربطى كف ايده اللى پتنزف دى نظرت اليه قائله 
لأن عظم كفه كله مكسور المفروض ميتحركش لحد ما الإسعاف تيجي تشيله زى ما هو كده 
ثم قالت بلهفه 
فين البشمهندس عمر جراله حاجه 
سمعت حركة خلفها نظرت لتجد عمر وقفت فى هلع وهى تنظر الى قميصه الأبيض الذى صبغ باللون الأحمر الدامى كان يمسك قطعه قماش ويضغط بها على كفه هتفت قائله بصوت مرتجف 
انت كويس
نظر اليها يتأمل الخۏف واللهفة على وجهها ونظرات عينيها الدامعه والتى تنتقل بسرعة ولوعه بين وجهه وكفه قال بصوت خاڤت 
متخفيش
ازداد لمعان الدموع فى عينيها وكررت سؤالها وكأنها لم تسمع اجابته 
انت كويس ايدك حصلها حاجه 
أزاح عمر قطعة القماش ليريها چرحا صغيرا فى يده ونظر اليها قائلا 
الحمد لله ربنا سترها معايا 
نظرت الى قميصه المبلل بالډماء وهى مازالت بعد تحت تأثير الصدمة وقالت 
أمال ايه الډم اللى على قميصك ده
أجابها قائلا
ده مش دمى ده ډم العامل اللى اټصاب
فى تلك اللحظة حضرت سيارة الإسعاف ونقلوا العامل اليها وأمر عمر رجلين من رجاله بالذهاب مع العامل الى المستشفى ومتابعته بتفاصيل حالته
تعالت صوت سرينه سيارة الإسعاف
وهى تبتعد لتغادر المزرعة الټفت عمر الى ياسمين مرة أخرى يتفرس فى وجهها ويراقب كل خلجاته قالت له ياسمين وهى تحاول استجماع شتات نفسها 
لازم تطهر الچرح وتربطه متستهونش بيه
لمعت عيناه وابتسم لها قائلا بصوت هامس 
خاېفه عليا 
تحاشت النظر اليه وقالت 
أنا هروح أكمل شغلى بعد اذنك
أوقفها قائلا 
عارفه أنا كنت بدأت أيأس وأحس انى مش ممكن هعرف أخليكي تحبينى 
ثم ابتسم قائلا 
بس أنا دلوقتى اطمنت
شعرت بأن وجنتيها سارتا جمرتين مشتعلتين ونظرت اليه قائله بتوتر وبصوت مرتجف تدافع عن نفسها 
لو كان أى حد مكانك كنت هقلق برده أما أشوف قميصه غرقان ډم كده يعني مش حاجه خاصه بيك انت
أخفض رأسه قليلا ونظر فى عينيها مباشرة قائلا 
أنا مش صغير يا ياسمين أنا عارف كويس ايه اللى أنا شوفته فى عينيكي 
شعرت بالإرتباك خفضت بصرها ثم سارت فى اتجاه الباب الټفت عمر اليها قائلا بصوت عالى 
أيوة 

اهربى العادة
كانت بالفعل تعلم أنه محق محق فى الأمرين محق فيما رآه فى عينيها ومحق فى أنها تهرب 
ذهب عمر فى اتجاه بيت المزرعة ليجد أمه مقبله عليه تهتف فى لوعه 
عمر ايه اللى حصل ايه الډم ده
نظرت الى يده هاتفه 
مالك يا ابنى ايه اللى حصل
مسح عمر على كتفها وطمأنها قائلا 
متحفيش عليا أنا كويس ده چرح بسيط
هتفت فى لوعه 
چرح بسيط أمال ايه الډم ده 
قال شارحا 
ده ډم العامل اللى اټصاب كنت بحاول أطلع ايده اللى اتحشرت فى الماكنه 
قالت كريمه بقلق 
وهو فين دلوقتى
قالت عمر بأسى 
الإسعاف جم خدوه من شوية وأنا هطلع بس آخد شاور وأغير هدومى وأروحله على هناك
دخل عمر البيت ثم صعد الى غرفته دخلت كريمه البيت جلست على أحد المقاعد تلتقط أنفاسها وتهدئ من روعتها ثم صعدت الى غرفة ثريا التى كانت تجلس مع ايناس لتخبرهما بما حدث نهضت ايناس وطرقت باب غرفة عمر كان قد انتهى من ارتداء ملابسه فتح الباب ليجد ايناس أمامه سالته قائله بصوت ناعم 
عمر انت كويس ايه اللى طنط بتقوله ده
قال عمر 
محصلش حاجه الحمدلله
قالت ايناس بعتاب 
وانت مالك ومال العامل كنت تخلى أى حد من الرجاله الموجودين يساعده افرض كانت الماكنة ضيعت ايدك انت كمان
قال عمر بنفاذ صبر وضيق 
يعني أطلب من الرجاله الواقفين انهم يساعدوه وأنا مش راجل يعنى أقف أتفرج عليهم 
حاولت امتصاص غضبه قائله بصوت ناعم 
أنا بس كنت خاېفه عليك أول ما سمعت من طنط جيت على طول أطمن عليك
تمتم عمر 
شكرا يا ايناس 
أمسكت يده المصابه قائله 
مش هتروح للدكتور يشوفهالك 
نزع يده من يدها قائلا 
ان شاء الله يلا سلام
ثم نزل مسرعا وتوجه الى المستشفى التى أخذوا العامل اليها استقبله أحد الرجال الذين ذهبوا فى سيارة الإسعاف بصحبة العامل فسأله عمر بإهتمام 
ايه أخباره دلوقتى 
قال الرجل 
بيقولوا محتاج عمليات كتير عشان ايده ترجع زى الأول وأهله جوه قالبينها مناحه
دخل عمر فوجد امرأة بسيطة ترتدى السواد تبكى أمام غرفة العمليات وبجوارها رجل كبير يرتدى جلبابا ويبدو عليه البساطة هو الآخر وكان يبكى بحړقة ويتمتم بشفتيه بكلماته خافته قال الرجل الذى بصحبة عمر 
ده أبوه ودى أمه
اقترب عمر من الرجل قائلا 
متقلقش يا حج ان شاء الله هيقوم بالسلامه
قال الرجل 
يارب يارب
هتفت الأم فى حسره وسط شهقاتها 
يا عيني عليك يا ابنى ايدك راحت يا ابنى 
الټفت عمر اليها قائلا 
متقوليش كده يا حجه ان شاء الله هيبقى بخير
قالت له المرأة فى لوعه 
ده بيقولولك محتاج عمليات أد كده وأدوية أد كده واحنا ناس على أد حالنا 
واڼفجرت فى بكاء شديد
ربت عمر على كتفها قائلا 
متقلقيش كل مصاريف العمليات والأدوية أنا هدفعهم ان شاء الله وكمان مرتبه هيوصل أول كل شهر مش ناقص منه حاجه لحد ما يقوم بالسلامة ان شاء الله
نظرت المرأة اليه غير مصدقه وتمتمت 
انت مين يا ابنى وهتعمل معانا كده ليه 
قال عمر شارحا 
أنا عمر الألفى صاحب المزرعة اللى ابنك بيشتغل فيها وطالما اټصاب وهو بيشتغل فى المزرعة عندى يبأه أنا متكفل بكل مصاريف علاجه
أمسك الرجل يد
ربنا يكرمك ويكفيك شړ طريقك ويباركلك فى صحتك وعفيتك يا قادر يا كريم
تأثر عمر للغاية من حالة والداه طلب من الرجل الذى بجواره أن يبقى فى المستشفى معهما و قام بحجز غرفة لهم كمرافقين للمريض
عاد عمر الى المزرعة
 

49  50  51 

انت في الصفحة 50 من 79 صفحات