روايه سلوي من الفصل الاول للفصل السادس عشر
ساءت حالتها رفضت الطعام زهدت الدنيا فراوده الشعور بالندم فاسترسل يطمئنها
أنا عرفت اللي حصل تعالي نتكلم فوق وما تزعليش حجيب لك هدية من عند صاحبتك زي كل مرة تحبي تأخذي ايه
نظر عبد الرحمن لسما لافتا إيها لهديته فتحدثت
دي كويسة
لو حبيبة عايزاها ماشي
أعطاها لحبيبة ثم أنتبه لوجود عبد الرحمن بالمكان فدثه مرتابا ومتعجبا
الحمد لله أنت عامل أيه كنت بدور على حاجة فالمكتبة هنا
ازداد تعجبه متسائلا
غريبة هي المكتبة اللي في الشارع عندكوا قفلت!
لأ بس اللي عاوزه مش هناك
لم يقتنع محمود بحديثه ولم يهتم بالتوضيح حاوط كتفي حبيبة بذراعه ربتا أعلى ظهرها وضمھا إليه بحنان خطا خارج المكتبة قبل خطوتها للخارج القت نظرة متسائلة على عبد الرحمن وتابعها هو بعينيه حتى اختفت ثم الټفت الټفت لسما متسائلا
ادعت عدم الفهم محاولة لاستخراج الكلمات منه
ليه هو كان في حد ضايقها قبل كده!
سأل متحفزا
يعني حد ضايقها!
لا نتيجتها ظهرت وهتعيد السنة ومش عارفة تقول لمحمود إزاي
تساءل بتلقائية بما تربي عليه وعقابه حالة تقصيرة بدروسه
خاېفة يضربها
استنكرت بشدة اغتاظت من تفكيره
لأ طبعا عمره ما ضربها هي خاېفة على زعله مش منه اتفضل قولي كنت بتدور على ايه
خلاص لقيت اللي بدور عليه شكرا
بالرغم من ضيقها مما دار بينهما إلا انها هاتفت حبيبة فور مغادرته تخبرها بما دار حدثتها بسعادة من أجلها
هو كمان فاكر يا حبيبة مش لوحدك
انتفضت قلبها مع كلماتها يخبرها انها تتحظث عن عبد الرحمن ولا تعلم السبب
عرفتي إزاي بمكن يتهيأ لك
لما مشيتي مع محمود سألني هو حد ضايقها تاني يعني فاكر أولاني هو كمان فاكر أكيد حاسس بحاجة فهمت من كده بكلامه بس أنت مش خاېفة منه لو فعلا حاسس بحاجة ناحيتك!
أمل تعلقت به وتدرك وهنهدارت برأسها أفكار كثيرة وتساؤلات استبعدتها جميعا أرادت ان تشعر بالسعادة ولو بأمل كاذب أما هو فكاد يطير فرحا ازداد تاكده من شعورها به فرد فعلها لرؤيته وصمتها حتى إنها قطعت بكائها لرؤيته كل ذلك جعل الأمل يدب بوجدانه فتشجع لبأخذ خطوة للأمام وان يتقدم لخطبتها وكان العائق الأكبر هو محمود كيف سيفاتحه فلن يتقبل الأمر بسهولة أو بالأحرى لن يتقبله
أهدي يا حبيبتي ما تعيطيش
ازدادت شهقاتها وعلت فضمھا اليه وربت على ظهرها بحنان
أهدي يا حبيبة أهدي هنتكلم بس مش دلوقت أغسلي وشك وبطلي عياط عينك ورمت كفاية كده
أومأت ممتثلة لقوله بعد قليل هاتفتها سما فتناست ما حدث غمرتها السعادة لفترة ثم عادت لأرض الواقع فكلما فكرت بالأمر تكررت كلمة مستحيل لكل ما ترغب وتملكها الحزن واحتل قلبها أما محمود فتركها حتى هدأت ثم أراد التحدث معها متأكد ان هناك سببا قويا لرسوبها طرق باب غرفتها ثم دخل
دارت عينها بالمكان بتوتر وحزن طمأنها متحدثا
أنا مش جاي ألومك بس عايز أفهم إزاي ده حصل! أنت لحد السنة اللي فاتت تقديراتك بين جيد جدا وامتياز إزاي مرة واحدة كدة تشيلي 6 مواد وتعيدي السنة! وما تقوليش عشان ۏفاة والد سما لأن ده كان الترم اللي فات وسما نفسها نجحت تقديرها أقل شوية بس نجحت قولي لي لو في حاجة مزعلاكي أو تعباكي اتكلمي يا حبيبة
أنا موجود وسامعك في أي وقت جنبك و معاكي دايما حبيبة تأكدي اني عمري ما حزعل منك أبدا
اخفضت رأسها تفرك كفيها بتوتر
مفيش حاجة يا محمود أكيد لو حبيت أحكي حاجة حتكلم معاك ماليش غيرك
رد بعد اقتناع موقن من وجود سبب قوي
متأكد يا حبيبة! على العموم أنا مش هضغط عليك هأنتظرك تيجي تحكي لأني متأكد إن في كلام جواكي
صمتت وبداخلها تبحث عمن يمكنه
مساعدتها في الإجابة على ما بداخلها من يملك خبرة حياتيه ولن يبخل عليها بإجابات صادقه وبالطبع لن تملك الشجاعة للتحدث مع محمود تمنت لو كانت والدتها على قيد الحياة لتبكي بصدرها وتخبرها بمكنون قلبها لم تجد سوي بسمة علاقتهما حيادية رغم محاولات بسمة العديدة توقن صدق مشاعر بسمة تجاهها وإنها لن تبخل عليها بالنصيحة
استجمعت شجاعتها وذهبت لبسمة اثناء انهماك الأخرى باعداد الطعام
صباح الخير
اهدتها ابتسامة صافية
صباح النور يا حبيبة مش بتقرى في البلكونة زي عادتك يعني
شوية كده وهادخل ممكن اتكلم معاكي شوية
أكيد طبعا تعالي ندخل جوه
هنا كويس مش هعطلك
لو مرتاحة تمام
توترت بالبداية فشجعتها ابتسامة بسمة لتبدأ
هو أنت عرفت أنك بتحبي محمود إزاي
ابتسمت بسعادة وحنين
الحب بيجي من غير إنذار أو مقدمات بيقحم نفسه يبدأ بفرحة وسعادة إحساس يخربش القلب ماتعرفيش جه أمتي إزاي على ما تميزيه وتعرفي أنه الحب بتكوني ڠرقتي فيه
ممكن أول مرة تقابلي حد تحسي به
ممكن هو مش حاجة ثابتة جماله أن له مليون شكل وطريقة
يعني ممكن اللي بيحب يشوف بعين مختلفة عن كل الناس!
أكيد لأن عين المحب مختلفة بتشوف الحبيب من جواه مش من بره بس أحيانا الحب بيعمي بيخلينا نتغاضى عن عيوب موجودة فعلا وقتها القلب هو المعيار يعني القلب بيكون رادار يحدد الغلطان يعني من جوانا بنكون عارفين اننا غلط وبنكابر
طيب إزاي عرفتي انك بتحبي محمود فعلا
هو ده الصعب يا حبيبة اننا نقدر نفهم إحساسنا لأنه ما لوش طريقة وقاعدة معينة عشان تتأكدي الحب إحساس تعرفيه بإحساس وتتأكدي منه بإحساس مش حاجة ملموسة فرحة وسعادة مجرد ما تشوفي الحبيب احساس يخليكي احسن في كل حاجة عارفة أنا تأكدت إني بحب محمود وقت ۏفاة بابا كنت تعبانة جدا مش مستوعبة اللي حصل مش قادرة أرجع لحياتي لحد ما محمود قابل ماما وقال لها انه بيحبني وانه عايز يخطبني وحابب انها تعرف وتطمن عليا ساعدني في كل حاجة حسيت أن ربنا عوضني بمحمود وبقي هو سندي وأماني في الدنيا
صمتت قليلا ثم استرسلت
لما حبيتي محمود عديتي أزمتك هو الحب ممكن يغيرنا للأحسن يعني يغيرنا أو يقوينا
أكيد يا حبيبة بيقوي خصوصا الست عارفة يا حبيبة ساعات ربنا يجعلنا نقابل الشخص اللي نحبه حتى لو كان بعيد عن حياتنا العادية بتدابير القدر اللي احنا بنقول عليها صدفة بس هي بتكون قدر عشان نقابل الشخص اللي يغير في حياتنا أو نغير في حياته في النهاية الاتنين حياتهم بتكون أحسن وسعيدة
الحب بيتاثر بفرق السن بين الاتنين
العادي يكون الفرق بالسن بسيط لكن في ناس بتحب بعض ويتجوزا وهما قد بعض في السن أو كبير شويتين المهم يا حبيبة يكون في احترام لعقل بعض ما يتعاملش معاها على أنها صغيرة ويسخر من رأيها أو من حاجة تقولها وما يقللش منها ولا يأذيها بأي طريقة لأن وقتها حيكون في إهانة والإهانة ټموت الحب وممكن تحوله لكره عارفة الحب عامل زي الزرعة لو إهتميتي بها ورعيتيها تكبر وتثمر ولو أهملتيها تدبل وټموت
ابتسمت حبيبة ونظرت لبسمة شاكرة
أنا دوشتك وعطلتك
أبدا والله ومبسوطة اننا تكلمنا ياريت تكرريها كتير عارفة كلامنا خلاني أحس بكل حاجة من تاني كأنها أول مرة حسيت برعشه في قلبي نفس اللي حستها أول مرة حسيت فيها بحب محمود
عانقت حبيبة بحنان
يا ريت تعتبريني أختك يا حبيبة عارفة أن عمري ما أكون زي طنط الله يرحمها بس ممكن أكون اخت وأي كلام بينا حيكون سر
ابتسمت حبيبة براحة من طريقة بسمة الودودة ولراحتها بعد حديثها
مرت عدة أيام فكر بها عبد الرحمن مليا وبجدية أراد التأكد لأخر مرة قبل محادثة محمود وخوض المعركة معه فذهب أمام بيتها وجدها جالسة بالشرفة تضع وشاحا كبيرا على رأسها بيدها كتاب تقرأه وتصادف دخول ابنا محمود يضحكان معها وتداعبهما وحين وقفت داعب الهواء وشاحها فطار بعيدا وتهاوى على الطريق على بعد خطوات بسيطة من مكان عبد الرحمن الذي شده بطلتها وشعرها منسابا يغطى كامل ظهرها بسخاء كسواد الليل طويل لكل مشتاق ملتاع
جالت عينيها باحثه عن مكان ايتقرار الوشاح فتلاقت النظرات ابتسم بسعادة ملتقطا وشاحها مثبتا مقلتيه عليها ببسمته البشوشة فأحمر وجهها خجلا ظلا على حالتهما حتى قطع تأمله طرقات أنامل صغيرة على كف يده ملتقطا الوشاح هاتفا
بكلمات طفولية ملقبا حبيبة بيبة
الفصل الخامس
وان كانت مجرد نظرة تسري داخله كل تلك الراحة فماذا إن أصبح القرب واقعا تقين أنها سلامه الداخلي ليبقى إنسانا صافيا فقرر المواجهة لن ييأس أو يتراجع سيقابل محمود قريبا أملا أن ينول دواء قلبه في قربها يدرك صعوبة ما يريد قد يكم مستحيلا إلا أنه سيقاتل ليصل إليها لن يستسلم وسيظل يحاول سؤال فرض نفسه هل ما تكنه
له إعجاب سيزول أم مشاعر صادقة وأن اشتعلت الحړب أستحارب معه ولأجله! بكل الأحوال سيقاتل للفوز بقربها
يومان مرا على عبد الرحمن وهو يفكر كيف يفاتح محمود وهل يحدث والدته الآن أم ينتظر موافقة محمود أولا بعد تفكير أرهقه استقر أن يبدأ بمحمود فهو الأصعب على الاطلاق لم يختلف حال حبيبة عنه رافقها الشرود على غير عادتها منفردة بنفسها بغرفتها معظم الوقت قليلة الحديث فسر محمود حالتها بالحزن لرسوبها بالجامعة أما بسمة فبغريزة الأنثي شعرت أنها غارقة بالحب تجهل هوية صاحب الحظ السعيد راقبتها بصمت سعيدة من أجلها تعترف أنها أحيانا تغار من شدة ارتباط محمود بها ولكنها بالنهاية تحبها وتشفق عليها كثيرا
اتخذ أول خطوة بقراره فهاتف بمحمود بالصباح
صباح الخير إزيك يا محمود أنا عبد الرحمن
عبد الرحمن مين مش واخد بالي
اخذ نفس عميق
عبد الرحمن اللي كنت في المكتبة معاك من يومين وقت ما الآنسة اختك پتبكي
أنتبه محمود وبدا الضيق على وجهه وتحدث بطريقة جافة خير في حاجة
كل خير إن شاء الله عايز أزوركم في البيت عايزك في موضوع مهم
أيوه خير أيه هو الموضوع يعني
كل خير بعون الله لما نتقابل إن شاء الله يكون الكلام أفضل
لو موضوع مهم ممكن بالليل على الساعة ٨ إن شاء الله
مهم جدا إن شاء الله هكون في المعاد
على طاولة الطعام تحدث محمود بعدم اهتمام
بسمة في ضيف جاي النهاردة جهزي حاجة نقدمها لما يجي
مين يا محمود
عبد الرحمن
عبد الرحمن مين ده أول مرة يزورنا
وأخر مرة ان شاء الله أصلا مش عارف جاي ليه يمكن عشان أصالحه على طليقته بس اكيد مش حعمل كده
ما اعتقدش يا محمود أنت
مش قريب منه ومفيش معرفة بينك وبين أهل طليقته أكيد عايزك في حاجة تانية
مش عارف ومش فارق لما يجي حنعرف وياريت ما يجيش أصلا
شردت حبيبة مع ذكر اسمه فلم تستمع لحديثهما حاولت أن تبدوا غير مهتمة ولكن أه من غريزة المرأة فظهر لبسمة جليا توترها لذكر اسمه الذي تعبه شرودها ثم فقدها لشهيتها فراودها إحساس بأنه محور حديثهما من قبل صدمت واشفقت عليها فمقت محمود له ولأسلوبه جليا جهلت ما عليها فعلت فتابعت بصمت وترقب
مر الوقت على حبيبة بطيئا تنتظر بشغف حضوره دق قلبها لسماع لصوته استقبله محمود برسمية وأدخله لغرفة استقبال الضيوف وأغلق بابها لم تكن حبيبة المرقبة الوحيدة لما يحدث فشاركتها بسمة تتابع الغرفتين
احتمت حبيبة بغرفتها تختبئ داخلها تغلق بابها إلا من فتحة ضيقة بالكاد ترى منها تحت انظار بسمة المتابعة والتي يزداد إحساسها قوة وتأكدت تبحث داخل عقلها ما عليها فعله فزاد تخبطها وتضاعف
انصرف عبد الرحمن والتوتر والانزعاج ظاهرا على كليهما ظلت حبيبة بموضعها تراقب من زاويتها الصغيرة لم تقوي على الخروج جلس محمود پغضب شديد ذهبت إليه بسمة تتنفس بعمق متسائلة
مالك يا محمود خير
أجابها پغضب مكبوت وعصبية
مش عارف البني أدم ده بيفكر إزاي
بالراحة بس أيه اللي حصل
عايز يتجوز حبيبة جاي يتقدم لها بيقولي لما نوافق والدته تيجي معاه نفسي أعرف جايب الثقة دي منين
وقولت له أيه
هو فاكر إني ممكن أرميها له يعمل فيها زي طليقته أنا مش فاهم بيفكر إزاي! آه لو شوفتيه وهو بيتكلم وكأنه واثق إننا هنقبل أو حتى نفكر
يعني مش حتقول لحبيبة
ڠضب من قولها بشدة وارتفع صوته دون إدارك
أنت غريبة قوي أنا بقول أيه وأنت بتقولي أيه دايما بسألها بس لما يكون الشخص مناسب أو على الأقل ممكن نفكر فيه
يعني قولت له مش موافق
للأسف لأ مش عارف ما رفضتش ليه! أكيد من الغيظ ولما أصر يعرف معاد الرد قولت له بعد أسبوع
أرادت انهاء النقاش مؤقتا لتستطيع الوصول لحل والحديث مع حبيبة منفردة ولتتمكن من مناقشة محمود بهدوء
خلاص أهدى طيب نتكلم بكرة
لم يستطع جمح زمام غضبه أراد ابعاد عبد الرحمن حتى عن تفكيره غير مرحبا بمجرد التفكير
لأ خلينا نخلص اسمع منها الرفض وأبلغه بكرة وأخلص
استقام من فرط غضبه وبدأ في مناداتها
حبيبة حبيبة
حاولت تأجيل المواجهة فلو خطأ تحليلها لكانت حبيبة بينهما منذ انصرافه
يا محمود مستعجل كدة ليه! خلينا بكرة أحسن أنت متعصب أهدى الأول
تفكيره منحصر في سماع رفض حبيبة وانهاء الموقف وكلماتها تزيد غضبه لا يعلم بما تفكر يستبعد سوء نيتها غاضبا من تقبلها الفكرة كانت أما حبيبة فبداخل غرفتها تكاد تفقد وعيها من فرط التوتر لم تر أخيها بتلك الحالة من قبل شحب وجهها مع
سماع ندائه فخرجت إليه تجر أقدامها وعقلها متوقف عن العمل والتفكير
تعالي يا حبيبة تعالي اقعدي
يا محمود مفيش داعي للاستعجال أنت مش شايف نفسك عصبي إزاى! أهدى شوية أو ناجل الكلام لبكرة ما جراش حاجة
نظر إليها پغضب ألجمها خيم على المكان صمت حاول به تهدأت غضبه فجال بعقله ان هناك ما لا يعلمه يعزز طلب الأخر فتضاعف غضبه وكاد يجن على عكس طبيعته
نظر لحبيبة بتفحص أملا ان يخيب ظنه
عبد الرحمن اتقدم لك
يا حبيبة
صمتت واخفضت رأسها يدق قلبها واجمة حزينة أيقنت استحالة تحقيق أمنيتها فتحدث محمود غاضبا صعق مما نما لتفكيره وشعر بالڠضب منها
أنا مش فاهم ساكته ليه المفروض يحصل زي كل مرة يتقدم لك حد كمان المرة دي هو مش مناسب أبدا كل ظروفه وحياته غلط أكبر بسنين طويلة لسه مطلق مراته ومش أي طلاق وأنت ما تعرفيهوش يا حبيبة صح !!!
آثرت الصمت تتساقط دموعها متحدثه عن ألمها فاقترب محمود غاضبا فتبعته بسمة