الأربعاء 18 ديسمبر 2024

رواية أخطائي بقلم شهد محمد جادالله

انت في الصفحة 1 من 96 صفحات

موقع أيام نيوز

الفصل الاول
في ذلك الحي الراقي الذي يتلبس بثوبه الأخضر والمعتق على أرصفته تلك الأشجار اليافعة التي تستيقظ عليها العصافير صباحا لتعزف تلك الأنشودة الهادئة التي عكر صفوها صوت تلك الأنغام الغربية التي صدحت من داخل أحد المنازل التي تتباعد عن بعضها حتى يتمتع قابعيها بتلك الخصوصية المميزة 
وطي الصوت شوية يا نادين

يلا الفطار جاهز هتتأخري على جامعتك
نفخت أوداجها بغيظ وصاحت متأفأفة ما أطفأت ضجيج جهازها اللوحي 
طيب .....جاية ...جاية
رفع حاجبه بمكر فهو يعلمها ويعلم تلك الطة الملتوية خاصتها كي تؤثر عليه وتفلت من العقاپ كل خطأ ترتكبه 
صباح الأونطة اللي ما بتدخلش عليا كل مصېبة
شهقت ببراءة و عقبت 
أونطة ليه بس ده أنا كيوت خالص ومش بعمل حاجة
هز رأسه وقال في تهكم وناعستيه البنية تشملها 
لأ ما هو باين راجعة نص الليل و استغليتي سفري يومين وعيشتي حياتك فاكراني مش هعرف
ات ها وأجابته بثقة مبالغ بها 
كنت بذاكر مع نغم والوقت أخدني.... مأجرمتش يعني وين انت عارف نغموعارف إن أحنا أصحاب من زمان وأظن واثق تماما في أخلاقها لتستأنف بتمرد وهي ترفع حاجبيها المنمقين 
وين هي أمك لازم تقومك عليا ده بدل ما تقولي وحشتيني يا نادو
تلاشى هدوءه و جز على نواجزه وهو ي على ها قائلا بنبرة صارمة يحفها التحذير 
عيب كده ....ومش هي اللي بلغتني .....وأخر مرة أحذرك ملكيش دعوة بيها و مسمهاش أمك... كلمة مش لطيفة علشان تطلع من بنت متربية زيك ....فااااااهمة
هزت رأسها بقوة وقالت تدعي الوداعة 
الست الوالدة ارتحت كده ممكن بقى ت إي بتوجعني
قالت أخر كلمة وهي تسبل اها بنظرة عتاب لم يستطيع الصمود أمامها ليتركها ثم يزفر بضيق و يلعن نفسه و يكوب وجنتها قائلا ما استعاد هدوءه بعض الشيء 
نادين امي خط أحمر وأنت عارفة ده فبلاش طتك دي أنا مش بها علشان بتطلع أسوء ما فيا.....
ات غصة بحلقها وأومأت له بطاعة يها منها ليبتسم بسمته البشوشة الدافئة تلك التي لا تفارق ه إلا بسبب حنقه منها
حقك عليا
أومأت له ليستأنف بنبرة صادقة 
على فكرة بقى وحشتيني يا نادو
أبتسمت بسمة ناعمة وهي تدفعه برفق وقالت وها يشتعل خجلا 
يامن هتأخر على المحاضرة الأولى
أومأ لها وتفهم خجلها ببسمة مريحة بينما هي فرت من أمامه تسبقه إلى طاولة الطعام 
لسة زعلانة يا بنتي.....
جملة قالتها ثرياوالدة يامن أثناء تناولهم الطعام لترد هي ببرود ساخر تعمدته وكأن تحذيره لها قد تبخر 
محدش يعرف يزعلني يا مرات بابا
بالانتصار الذي لم وم حين قال بنبرة آمرة
أعملي حسابك مفيش مذاكرة برة البيت تاني
أعترضت بعصبية 
بس انا مبعرفش اذاكر لوحدي ونغم معاها مراجع وبتشرحلي
اللي مش بفهمه
خلاص خليها هي تجيلك
نفت برأسها وبررت 
باباها مش هيرضى انت عارف هو مد عليها أزاي
ليزفر أنفاسه ويقول بقرار قاطع 
خلاص قوليلي أسماء المراجع دي وبكرة تبقى عندك وأي حاجة مش فهماها هساعدك أنا فيها
كادت تعترض مرة آخرى ولكنه صړخ بها بنبرة صارمة تعرف جا أن لا رجعة فيها 
من غير اعتراض .....كلامي يتسمع 
أحتدت نظراتها السوداية أكثر وهي ترمق والدته پحقد بائن أحزنثريا كثيرا عندما كللته بكلماتها امۏمة 
يارب تكون أرتحت يامرات بابا
عقبت ثريا بطيبة مستنكرة 
أنا يا بنتي ده انا نفسي أشوفكم أحسن الناس
رفعت حاجبها المنمق مستنكرة قولها وكادت ان ترد بعجرفة كعادتها لولآ صوت ارتطام كوبه الزجاجي بلأرض الذي زاحه پغضب أعمى تخشى تبعاته ورغم ذلك تعاند 
ناااااااادين ولا كلمة كمان واتفضلي اسبقيني على العربية
دبت الأرض بقدمها وتناولت كتبها ثم انصاعت له تاركته يشرد في آثارها بضيق
فحقا هو سأم من طباعها
تلك وحديثها اللاذع مع والدته وكأنها تتعمد أن تثير غضبه وتخرجه عن طوره فهو إلى الآن لا يعلم فيما أجرمت والدته لتعاملها هكذا رغم كل ما كابدته في رعايتها ۏفاة أمها وجلب أبيها للعيش معهم انتشله من شروده صوت والدته الحنون وهي تربت على ه 
معلش يا يبي بكرة تعقل وربنا يهديها والله أنا بدعيلها في كل صلاة دي بنت الغالي ومعزتها من معزته انا بس صعبان عليا حالها
أزاح غضبه جانبا وقائلا بحنو 
بالله عليك متزعليش منها نادين قلبها أبيض هي بس مندفعة وأك متقصدش تضايقك
مش زعلانة يا يبي ربنا يعلم انا بها أد ايه
يا صباح الجمال
بادلته تحية الصباح ببسمة هادئة ما التفتت له
صباح الخير ....شكل مزاجك رايق النهادرة يا حسن 
غمز حسن بتسلية وقال بنبرة مشاكسة يعلم انها تخجلها 
يخربيت حسن دي اللي بتطلع من بؤك شبه الړصاص وبترشق في قلبي
ابتسمت تلك البسمة الرقيقة التي تجعله يظن أن العالم خلى من كل مصائبه ولم يتبقى غير ربيع بسمتها و سلامها النفسي الذي ينفض دواخله ويعبث بأفكاره ونواياه
حسن سرحت في ايه!!!
انتشله صوتها الناعم مما جعله يجيبها 
حسن وقلب حسن من جوة
تنهدت تنهة حارة وتساءلت بنبرتها الناعمة تلك واها تغوص به البنية القاتمة بتيه

_ بتني يا حسن 
اومأ لها دون تفكير وكأن الأمر اعتيادي بالنسبة له و دون أن يؤكد بكلمات
الله ....الله يا سي بابي بقى نا ھنموت من الجوع وبتدي مامي سكرة
نفت الصغيرة برأسها واجابته بحروف متكسرة 
لأ خد مني انا السكر أنا أحلى منها
قهقه حسن بقوة على طفلته يقضم وجنتيها الشهية قائلا في مزاح جعل الصغيرة تكركر ضاحكة وهو يت بها إلى الخارج 
ده انا هموتك يا لمضة وههريك سكر لغاية ما تقولي حرمت يا بابي
أبتسمت رهف وهي تشاهد ذلك المشهد الذي لم يتكرر كثيرا بسبب إنشغال زا اتمر لتحمل الأطباق وتلحق بهم 
أوصلها إلى جامعتها دون ان يتفوه ببنت شفة تاركها تمارس لعبة التجاهل خاصتها فهو على يقين تام انها غاضبة منه يقسم انها تخرج أسوء ما فيه وتعلم أنه لا ي التجاوز ابدا بحق والدته وقد حذرها العد من المرات ولكن تتعمد ان تعانده وتلقى بتحذيراته عرض الحائط انتشله من عاصفة افكاره صوتها المتمرد 
متجيش تاخدني هاخد أوبر مع نغم
زفر انفاسه دفعة واحدة و اوقف السيارة ينظر لها نظرات حادة مشټعلة وهي تلملم أشياءها وإن كادت تفتح باب السيارة قال بإصرار وهو ي على ها 
انا هاجي اخدك زي كل يوم
نفخت اوداجها وصړخت به بعناد
كعادتها ما نفضت ه 
مش عايزة و سبني براحتي محدش هياكل مني حتة وياريت بلاش تعيش الدور اوي كده يا يامن انت بتعمل اللي عليك واكتر
أزاح نظارته الشمسية كاشف عن ناعستيه الثائرة ما استفزته بتمردها المعتاد واعتراضها الدائم ويستطرد بكل ثقة وكأنه يذكرها غافل كون ذلك السبب سبب شقائها 
أنا مش عايش الدور يا نادين دي وصية ابوك ليا و ده حقي اللي الشرع سامحلي بيه طول ما انت على ذمتي ......... وكلمة كمان هاخدك أروحك وهحلف مفيش جامعة تاني
نفخت أوداجها بقوة من تهده الصريح لها وفي أقل من دقيقة واحدة كانت تت من السيارة و تركض بع عنه بخطوات عصبية جعلته يلعن تحت أنفاسه وهو ينظر لآثارها فلم تعارضه دائما وتجبره على ټهدها في كل مرة لم لم تتفهم كونه يفعل ذلك لأنه يها ويخشى عليها من تلك النسمات العابرة بجانبها ترى إن لم يكن والدها فعل ما فعله مۏته كانت بادلته مشاعره هل كانت ستتفهم خوفه عليها دون وصية أبيها تنهد بعمق وهو يمسد ذقنه بحركة ملازمة له ما أن اختفت عن أنظاره وتأكد أنها أصبحت بالداخل ثم شرع بالقيادة غافل عن ذلك القابع بسيارته وه تطلق شرار يكاد يحرقه بموضعه
أبتسمت بزهو وهي ترى نظراتهم الطة عليها و إن كادت تخطوا نحوهم اوقفها صوت صديقتها 
نادين عاملة أيه 
قالتها فتاه سمراء هادئة الملامح وتزين ها بحجاب يتناسب مع ملابسها المحتشمة
أهلا يا نغم
أجابتها م تركيز واها عليهم لا تح عن موضعهم لاحظت نغم نظراتها وقالت بتوبيخ
نفسي تك من شلة الفساد دي وتركزي في الدراسة ومع جوزك
بس متقوليش جوزك ....
قالتها بتأفف وم رضا لترد نغم بعقلانية 
ده الواقع اللي لازم تتيه وتحترمي قواعده .....
هزت رأسها بلا مبالاة
وأخبرتها 
ك بقى... مش كل ما تشوفيني تقعدي تسمي كلمتين انا هروح أشوف
الشلة وهبقى كلمك علشان أخد منك المحاضرات اللي فايتاني
لأ روحي سلمي عليهم وهستناك تحضري معايا المحاضرة الأولى مش هتحرك إلا ي على ك
قلبت نادين اها بسأم من إصرار صديقتها بينما 
تنهدت نغم وهزت رأسها بلا فائدة وهي تراها تنضم لهم ليروا بها بحفاوة كبيرة وبسماتهم جميعا تفيض إعجاب 
فتلك هي نادين ولن تتغير بتاتا منذ أيام الدراسة فطالما كانت تتمرد على كل شيء وت دور القيادية لكي تكون دائما محط انظار كل من حولها رغم انه يوجد الكثير أجمل منها لكن لا أحد يستطيع يضاهي جاذبيتها وفتنتها وخاصة عندما تضحك تلك الضحكة الرنانة التي تطلقها لتوها و تقسم انها تجعل العابد يرتكب أفظع الخطايا من أجلها 
بينما عند صا البنيتان القاتمة لاحظ وجوم أبنه أثناء جلوسه على طاولة الطعام ليتسأل مستفهما 
مالك يا استاذ مكشر ليه كده على الصبح
صدر صوت شريف المتذمر 
الباص هيفوتنا ....وانا جعان
ليبعثر حسن خصلات الصغير ويسأله في عتاب 
طيب حقك علينا أخرنا معاليك مفيش بقى صباح الخير الأول
صباح الخير يا مامي
قالها الصغير وهو ي نظراته لوالدته دون أن يعير ابيه اهمية مما جعل حسن يستغرب فعلته ويتسأل من جد 
انت لسة زعلان علشان مرحناش الساحل
هز الصغير رأسه بنعم ليبرر حسن 
بس أنا وعدتك إني.....
قاطعه الصغير بتذمر 
انت بتكدب و مامي قالت الكداب بيروح الڼار
نزل قول الصغير عليه كدلو ماء بارد مما جعله يتناوب معها النظرات كي تنوب عنه وتدخل ككل مرة التقطت نظراته و ت الصغير 
عيب كده بابا مينفعش يتقاله كده اتأسف فورا
سوري يا بابي
أومأ له تزامنا مع رنين هاتفه وكعادته نظر لشاشته ب زائغة وببديهية قام

برفض المكالمة و نهض من مقعده قائلا 
انا لازم اجهز عندي اجتماع مهم
مش هتفطر يا حسن 
نظرت هي لظهره بضيق واسترسلت بنبرة حانية معاتبه وهي تكوب صغيرها 
كده برضو ياشريف تزعل بابي
ده بيك وملوش في الدنيا غيرنا وين هو عنده شغل ولازم نعذره ....بابي اول ما يفضى هياخدنا في المكان اللي تشاوره عليه هو وعدنا بكده وبابي عمره ما وعد وخلف وعده غير لو حاجة ڠصب عنه
أومأ لها الصغير في تفهم واعتذر مرة آخرى لتهدر رهف بنبرة آمرة غير قابلة للحياد كأي أم 
طب يلا كل واحد يخلص طبقه بسرعة علشان منتأخرش
إنصاعوا لها لتنظر لهم ب ساهمة تفكر به وبذلك التغير الذي طرأ عليه في الآونة الأخيرة 
جلست بين أصدقائها بكل زهو منفردة بتلك الأضواء التي تسلط عليها بغياب نادين تلك المتبجحة من ة نظرها التي تستحوذ على اهتمام
كل من حولها
أوعوا متجوش يا شباب هزعل منكم ده بابي عامل بارتي يجنن هيفوتكم نص عمركم لو مجتوش
قالتها بتفاخر واضح لهؤلاء الذين يجلسون متراصين حولها على الطاولة
لترد أحدى صديقاتها وتدعىمنه بمجاملة 
أك يا
 

انت في الصفحة 1 من 96 صفحات