الأربعاء 04 ديسمبر 2024

لعبة في يديه بقلم يسرا مسعد

انت في الصفحة 56 من 78 صفحات

موقع أيام نيوز

من نفسه
فى الاونه الاخيره لم يعد يشعر انه نفسه كما اعتاد ان يكون صلبا لا يهزه شىء تتعمد هي استفزازه فيرد عليها بأفعال ليست من شيمه
دخل واتصل بالمطعم وطلب طعاما يكفيهما سويا لم يدرى مايطلب فلم يكن يعرف اى نوع طعام تفضله فطلب البيتزا الايطاليه فهو صنف محبب للجميع
وصل الطعام فوضعه جاسر فى المطبخ وصعد الى
غرفه سالى طرقها بضعه مرات ولم ترد سالى عليه
لم يكن راغبا بسماع توجيهاتها بالاستئذان قبل الدخول فانصرف بكبرياء الى غرفته بعد ان قال لها بصوت خشن
انا طلبتلك بيتزا لو جعانه
فقد جاسر رغبته بالاكل ومرت ساعتين انتظر خلالهم ان يسمع حركه لسالى خارج غرفتها ولكنها لم تخرج فساوره القلق عليها 
فطرق غرفتها مره اخرى وعندما لم ترد فتح الباب ودخل ليجدها تتحدث فى الهاتف بصوت ضاحك نظر لها پغضب وقال بتكلمى مين 
وضعت سالى الهاتف على كتفها وقالت بصوت هادىء ملول واحده صحبتى
شعر جاسر بالحنق من نفسه فخرج صافقا الباب خلفه واتجه الى المطبخ واعد له الطعام
مضت الساعات واخيرا نزلت سالى الى المطبخ بعدما انهت محادثتها مع منى واعدت لها قدحا من الشاى الساخن مع قطعه من الكيك الصغيره 
وتجاهلت العلبه الكرتونيه الكبيره للبيتزا المستقره على الطاوله رغم شعورها بالجوع واشتمامها لرائحه البيتزا الرائعه الا انها قاومت بعند وغادرت لاعنه جاسر فى سرها
صعدت سالى الى غرفتها ونامت اثناء متابعتها للتلفاز فيما كان جاسر يجلس قلقا فى غرفته ينفث سېجارا تلو الاخر
الى ان حلت الواحده بعد منتصف الليل وامسك بهاتفه واتصل بأخيه اسامه يبلغه تطورات الامور ثم اتصل بمدير البنك طالبا منه تحويل المبلغ واتمام التحويل لدى اتصاله به مره اخرى
ظل جاسر مستيقظا طوال الليل لم يذق جفنه النوم الى ان حلت الخامسه والنصف صباحا وجد سالى قد استيقظت لاداء فريضه الفجر فصلى هو الاخر وتوجه الى حجرتها بعدما انتهى وقال لها انا نازل
تعجبت سالى فالساعه السادسه فجرا وقالت على فين
جاسر رايح اجيب ابنى ثم قال بعد ترددادعيلى
سكتت سالى ولم ترد فقال لها ياااه للدرجادى
سالى وانت عارف انا جويا ايه مش يمكن دعيتلك 
جاسر انا عارف انك طيبه
سالى بس مش هبله
جاسر انا مقولتش كده
سالى مش وقته روح جيب ابنك
جاسر تيجى معايا
دهشت سالى لطلبه ولكنها لم تشأ ان تخذله فقالت عشر دقايق والبس
ابتسم جاسر وقال هستناكى تحت
فى تمام السادسه والربع غادر جاسر برفقه سالى والمحامى يسبقهم بسيارته وتوجهوا جميعهم الى بيت الجده حيث سليم الصغير
واخيرا وصلو بعدما قطعوا مسافه لا بأس بها ركن جاسر السياره وقال لسالى بتوتر خليكى هنا واقفلى على روحك كويس هدخل ومش هتأخر عشر دقايق بالكتير
سالى طيب
نزل جاسر وسار بجوار محاميه وتعالت دقات قلبه حتى طغت على صوت طرق مجدى لباب الجده الشمطاء فتحت لهما الخادمه ممسكه بسليم الصغير الباكى
نظر له جاسر بحنان جارف وكادت ان تتساقط دموعه وخطفه من يد الخادمه وحمله برفق
دخل مجدى ووضع حقيبته على الطاوله الصغيره قباله الباب واخرج الاوراق اللازمه وقلما
نزلت الجده بضعه درجات السلم ونظرت الى جاسر بكراهيه وامسكت بالقلم الذى اعطاه لها مجدى ووقعت على اول ورقه وقالت الفلوس فين
اخرج جاسر هاتفه واتصل بمدير البنك وقال له بحزم حول دلوقت
انتظرت مفيده هانم حتى رن جرس الهاتف بمنزلها فردت لتسمع تأكيدا بتحويل المبلغ الى حسابها فمضت بقيه الاوراق بابتسامه واسعه
خرج جاسر تاركا مجدى يجمع اوراقه وما ان رأته سالى حاملا طفله الصغير الباكى حتى ترجلت من السياره واقتربت منه سائره على المرج الاخضر ناظره لطفل جاسر سليم
لم يكن سليم بل كان نسخه مصغره من جاسر بملامح وجهه كلها حتى عيناه الا انها كانت اكثر براءه براءه الاطفال
ما ان رأى سليم الصغير سالى حتى توقف عن البكاء ومد ذراعيه الصغيرتين لسالى كى تحمله
افلته جاسر بلطف الى احضان سالى التى بكت وابتسمت فى آن واحد ونظرت له عن قرب وقالت بصوت فرح ده شبهك اووى
رد عليها جاسر بقوه اعرفك سليم جاسر سليم ابنى من صلبى
خرج المحامى حاملا حقيبته وحقيبه متوسطه تحوى اشياء الصغير وخرجت وراءه الخادمه جريا ممسكه بلعبه محشوه على هيئه فيل صغير قالت له
مد جاسر يده واخذ لعبه ابنه الصغير واقتربت الخادمه من سالى وقالت
نظرت سالى الى جاسر فأومأ لها بالموافقه
قبلته الخادمه الحنون وفرت دمعه منها لوداعه 
وقالت
اخذته سالى مره اخرى واخرج جاسر بعض النقود ليعطيها للخادمه رفضت بقوه وانصرفت الى المنزل مره اخرى
مجدى طيب ايه مش هنمشى بأه
جاسر يالا بينا
ركبت سالى السياره ووضعت سليم الصغير على قدميها استكان الصغير اثناء متابعته للطريق 
قال لها جاسر ديريه
سالى نعم
جاسر ديرى وشه انتى مديانى قفاه ديريه خلينى اشوفه
نظرت له سالى بحنان وشعرت بداخلها بالشفقه عليه الهذا الحد افتقده ادرات سالى الصغير فى مواجهه والده الذى ابتسم له حملق به سليم بعينه الكبيرتين فداعبه جاسر بوجهه 
حتى اصدر سليم ضحكه صغيره ابتهاجا
وصل جاسر الى المنزل وترجل سريعا ودار حول السياره وفتح الباب لسالى واخذ منها سليم الذى تململ معترضا
نزلت سالى ومدت له يدها فحملته مره اخرى نظر له جاسر شاعرا بالحزن فقالت له سالى
هوا شكله جعان الاطفال لما بيبقوا جعانين خلقهم بيضيق
جاسر شكلك عارفه طباع العيال كويس 
سالى انت ناسى ان اختى عندها 3 بنات ده غير اللى جايه فى السكه وف كل خلفه تيجى تقعد عندنا بال شهور
وصل المحامى وترجل من سيارته وتوجه الى جاسر فدعاه للدخول
دخلت سالى اولا واتجهت الى المطبخ واخرجت علبه اللبن من الثلاجه ووضعت قليل من اللبن فى كوب صغير ليدفىء قليلا فى الميكروويف حادثت الصغير بص ادى اللبن حطيناه يدفى وهتشربه حالا بالا ماشى يا سولم ياخلاصى انت عسوله خااالص
كان سليم الصغير يدير عينيه الواسعتين فى ارجاء المكان الغريب عنه بفم فارغ متشبثا بكتفى سالى بقوه
دخل جاسر المطبخ ليجدها تغنى لسليم هم المم ياروحى يالا جيبالك مم كل واكبرلى ياروحى ياله هم المم
الټفت سالى لتشاهد جاسر يراقبها مبتسما قالت بخجل المحامى مشى
جاسر ااه
سالى طيب فين الشنطه 
جاسر عايزه منها ايه
سالى الببرونه بتاعته او كوبايه اللى بيشرب بيها
ذهب جاسر وتفحص محتويات الشنطه واخرج متعلقات ابنه القليله نظر الى ملابسه الرثه پغضب وادوات طعامه المخدوشه والتى تنم عن اهمال واضح فى الاستخدام
خرجت سالى لتسأل جاسر ايه كل ده مالقتهاش 
جاسر لاء لقيتها بس شكلها مش عاجبنى
سالى ايه ده ده كده غلط عليه والتيتنا بتاعتها قديمه اووى مافيش واحده تانيه
جاسر بضيق لاء دى وبس
استشعرت سالى ضيقه وقالت خلاص انا هشربه من الكوبايه حبه حبه او احطله شاليموه هيعرف يشرب بيه
نفذت سالى اقتراحها وشرب الصغير كوب اللبن بكثير من اللهفه من فرط جوعه وعندما انتهى قال لها جاسر هاتيه بقى اشيله
سالى استنى بس اغيرله الاول
جاسر هتغيرليه ايه
سالى البامبرز
شعر جاسر بالمفاجأه فلم يكن فى حسبانه ان تتطوع سالى لتلك المهمه ونظر لها بامتنان وقال اساعدك
سالى هاتلى الشنطه بس فوق عشان اطلع منها الحاجه
افرغ جاسر محتويات الشنطه القليله لحسن الحظ وجد عبوه الحفاضات بها 6 قطع
فقال لها جاسر يكفوا لحد كام
55  56  57 

انت في الصفحة 56 من 78 صفحات