الأربعاء 11 ديسمبر 2024

لعبة في يديه بقلم يسرا مسعد

انت في الصفحة 77 من 78 صفحات

موقع أيام نيوز

لمده ثلاثه ايام متصله لا تتكلم لا تأكل بالكاد تحتشى شرابا ساخنا فى الصباح تحت اصرار من امها الملكومه
و ظل جاسر يتردد عليها يوميا فى الصباح قبل ذهابه الى عمله ويعود ليقضى بعض من وقت المساء برفقه اسرتها 
وتظل هى حابسه نفسها فى غرفتها حتى انها لا تجلس معهم
وكلما جاء احد الاشخاص ليعزى العائله دخلت غرفتها مسرعه فهى لا تريد سماع كلمات العزاء الخاويه التى لا تغنيها عن ابيها وطلته
حتى ذات صباح استيقظت مجيده على صوت بكاء طويل غير منقطع لابنتها الصغرى
فأخيرا ادركت سالى ان والدها قد توفاه الله ورحل عن عالم الاحياء فهو لن يعود مجددا
وظلت تبكى سالى پهستيريا واحتضنتها امها مرارا وتكرار
وقرأت عليها بعض ايات القرآن ولكن كانت سالى غائبه فى عالم آخر لا تكاد تشعر بمن يمسكها ومن يحدثها
حتى قالت سيرين بفزع انا هنزل انده الدكتور اشرف قبل ما يروح على شغله دا كده مش طبيعي اللى هيا فيه
وبالفعل اسرعت الاخت الكبرى لجارهم الطبيب وحكت له ما الم بأختها بعد ايام طويله من الصمت
صعد اشرف مسرعا برفقه سيرين وتوجه الى غرفه سالى التى غابت عن الوعى
فقاس لها النبض والضغط ثم قال فى حزم احنا لازم ننقلها المستشفى فورا
وبالفعل ما كانت الا دقائق حتى البستها امها ملابسها وحملها اشرف واتجه بها الى اقرب مشفى
وحادثت سيرين جاسر هاتفيا واخبرته بما حدث لسالى فهرع جاسر على الفور الى المشفى القريب
وصل جاسر الى جناح الطوارىء فوجد حماته وجارهم الذى تعرف على جاسر على الفور فأشار له
فاتجه اليهم جاسر وقال بقلق مالها سالى يا طنط 
مجيده باكيه ابدا يا بنى صحيت الصبح على صوت عياط وصړيخ عالى اووى رحت اوضتها بسرعه لقيتها بتتشنج من كتر العياط نزلت سيرين وندهت للدكتور اشرف ربنا يكرمه عبال ماطلع كان اغمى عليها شيلنها وجبيناها على هنا
جاسر طيب والدكاتره قالو ايه 
رد اشرف هيا ضغطها واطى اووى والنبض يكاد يكون منعدم ربنا يسترها اكيد هيعملولها الاسعافات اللازمه ويعلقولها محاليل وكده طنط قالتلى انها بقالها كذا يوم ماكنتش بتاكل خالص
مجيده والله كنا بنضغط عليها بس كل اللى كانت بتاكله بترجعه فى ساعتها
بعد قليل خرجت طبيبه شابه وقالت حمدالله على سلامتها هيا بقت كويسه ماتقلقوش فين زوجها 
رد جاسر انا
الطبيبه طيب ممكن ثوانى 
تحرك جاسر برفقه الطبيبه بعيدا عن مسمع الاخرين
وقالت الطبيبه طبعا حضرتك عارف ان المدام كانت حامل فى الشهر الاول
جاسر بقلق وبعدين
الطبيبه للاسف الحمل سقط انا آسفه جدا بس هيا كانت ضعيفه اووى والشهر الاول بيبقى لازم يكون راحه تامه ومافيش ضغط عصبى وكده ويبدو انها متأثره نفسيا بشىء ما يعنى
اخفض جاسر رأسه حزينا وقال هيا والدها اتوفى الاسبوع اللى فات وكانت متعلقه بيه جدا وفضلت فتره مش مستوعبه مۏته لحد النهارده
الطبيبه البقاء لله وربنا يعوض عليكم بالخلف الصالح الافضل تبات النهارده فى المستشفى عشان تكون تحت المراقبه بس محتاجه حضرتك
تمضى على شويه ورق كده عشان نعملها عمليه تنضيف رحم العمليه دى مهمه جدا عشان مايحصلهاش اى مضاعفات بعد كده لا قدر الله تقلل من فرص حملها
جاسر طيب اروح فين
الطبيبه على الكونتر هناك وهما هيقوموا باللازم
جاسر طيب انا ممكن اشوفها واطمن عليها
الطبيبه ااه فى اى وقت ويفضل طبعا انك تفضل جنبها وكل المقربين منها عشان تعدى الازمه دى على خير ان شاء الله احنا طالعناها اوضه 104
جاسر طيب متشكر
الطبيبه لو في اى حاجه خليهم بس يطلبو الدكتوره ايناس وهجيلها فورا عن اذنك
جاسر اتفضلى
ثم اتجه جاسر الى مجيده القلقه والتى بادرته بالسؤال خير يا جاسر الدكتوره قالتلك ايه
جاسر ابدا بتكلمنى على شويه اوراق وكده المهم هيا فاقت دلوقتى وممكن تطلعى تتطمنى عليها عبال انا ما اروح اخلص الحسابات والحاجات دى هيا فى اوضه 104
ابتسمت مجيده فى ارتياح طيب الحمد لله
قال اشرف بعدما ظل صامتا فتره طويله طيب الف حمدلله على سلامتها يا جماعه وان شاء الله ترجع وتبقى فى احسن صحه استأذن انا
نظر له جاسر پحده وقال متشكرين على تعبك يا دكتور
مجيده بامتنان ربنا يابنى يوقفلك ولاد الحلال زى ما انت واقف جنبنا كده على طول
اشرف العفو على ايه ده الرسول وصى على سابع جار واحنا اهل قبل ما نكون جيران عن أذنكم
جاسر اتفضل
غادر اشرف وصعدت مجيده للطابق الاول ودخلت غرفه ابنتها الساكنه والتى كانت تبكى فى صمت
وقالت لها وبعدين معاكى يا لولو كده يابنتى تخضينى عليكى مش كفايه اللى انا فيه
بكت سالى بصوت مرتفع وقالت بابا ماټ يا ماما بابا
ماټ ومالحقتش اشوفه قبل مايموت
مجيده يا حبيبتى الله يرحمه ادعيله يا لولو ادعيله يابنتى هوا محتاج دعاءنا وحاسس بينا عايزاه يقلق عليكى يعنى ويبقى مش مرتاح فى قپره بس ياحبيبه قلبى بس وبعدين انتى كنتى فى قلبى وجوه عينه هوا انتى كنتى غايبه عن باله ابدا ده لاخر وقت لولو لولو
بعد قليل طرق جاسر باب الغرفه ودلف بهدوء ليجد زوجته فى احضان امها فقال باهتمام عامله ايه دلوقتى
نظرت له سالى وشعرت انها المره الاولى التى تراه فيها بوضوح منذ وفاه والدها
ردت مجيده هيا الحمد لله بقت كويسه الدكتوره قالتلك ايه طمنى
نظرت له سالى باستفهام فقال جاسر الحمد لله كل خير بكره الصبح ان شاء الله هتخرج
سالى وليه مش النهارده
زم جاسر شفتيه واقترب منها وامسك يدها وقال لان النهارده لازم تعملى عمليه تنضيف رحم
صمتت سالى من المفاجأه ووضعت امها يدها على فمها وتغرغرت عيناها بالدموع وقالت لله ما اعطى ولله ما اخذ ربنا يعوض عليكم يا حبايبى ان شاء الله
جاسر انا مش زعلان سالى عندى اهم من اى حاجه تانيه وطول ما هيا بخير وصحتها كويسه انا هبقى مبسوط
مجيده سبحان الله هوه الحلم بالظبط بحاذفيره
جاسر حلم حلم ايه
مجيده حلم حلمته حلمت ان سالى راكبه فوق حصان اسود وطالع يجرى بيها وفجأه وقعت سالى من فوق الحصان وقامت وقفت من جديد والحصان راح مشى اخده المرحوم واختفى بيه
جاسر سبحان الله ربنا يرحمه برحمته يارب
سالى اامين
مجيده انا هقوم اتصل بأختك عشان زمانها قلقانه عليكى اووى
خرجت مجيده من الغرفه تاركه سالى وجاسر بمفردهما
نظر جاسر الى زوجته بعمق وقال لها لسه حاسه انك تعبانه 
سالى يعنى
جاسر حاسه بۏجع بسبب الاجهاض
سالى ضهرى بس واجعنى شويه
ثم ابتدأت سالى فى البكاء من جديد فكفف جاسر دموعها وقال بتعيطى ليه دلوقتى 
سالى پبكاء حار كل حاجه راحت
جاسر بتأثر ليه بتقولى كده مش احنا حواليكى اهوه مامتك واختك وولادها وانا وسليم كلنا هنفضل جنبك انا عارف انك كنتى متعلقه بوالدك الله يرحمه بس ده قدر الله ولازم تصبرى وانا اهوا قبلك ابويا ماټ وكنت برضه متعلق بيه بس دلوقتى لما بفتكره بترحم عليه دا احسنله على فكره من انك تقعدى تعيطى عليه هوا بيتعذب بعياطك ده
ظلت سالى صامته وشعر جاسر انها لا تزال تحمل بعض الكلمات داخلها فسألها انتى زعلانه عشان البيبى
اومأت سالى برأسها وكتمت انفاسها وتساقطت دموعها فاحتضنها جاسر بشده
فقالت سالى انا ربنا بيعاقبنى
76  77  78 

انت في الصفحة 77 من 78 صفحات