رواية رائعة بقلم بنوته اسمرة
باب الشرفة بهدوء وقفت خلف الستارة رأته بالفعل كان ينظر بإتجاه الشرفة وقف قليلا ثم انصرف عائدا الى بيته تابعته ياسمين بعينيها والإبتسامه على شفتيها
فى اليوم التالى ظلت ياسمين حبيسة غرفتها التزمت بتعليمات الطبيبة براحة وعدم ارهاق نفسها فى منتصف النهار رن هاتفها لتجد رسالة من عمر فتحتها لتجد مكتوب فيها
وحشتينى على قدر ما فى الأحلام تزورينى
وحشتينى على قدر الحب الذى بيه وهبتينى
ومنه حرمتينى واليه ارجعتينى وحشتينى
حبيبتى ببعدك لا تزيدينى فأنت بداخلى وفى تكويني
شعرت بسعادة لذيذة تجتاح كل كيانها تسللت الابتسامه الى شفتيها ضمت هاتفها الى صدرها تعانقه نظرت الى كلماته مرة أخرى قرأتها مرات ومرات والابتسامه لا تفارق شفتيها وقلبها لا تهدأ سرعة ضرباته
ما تيجوا يا جماعة نخرج شوية نتعشى بره فى أى مكان
قالت كريمه بسعادة
والله فكرة حتى تغيير جو قولت ايه يا عمر
فكر عمر قليلا ثم قال
لأ روحوا انتوا يا ماما
قالت كريمه تحثه
وتعد لوحدك فى البيت ليه تعالى معانا تغير جو الواحد أعصابه تعبت اليومين اللى فاتوا
لأ معلش يا ماما روحوا انتوا وكمان عندى شغل كتير متراكم عليا الأيام اللى فاتت انتوا عارفين أنا مكنتش بهتم بالشغل خالص وفى حاجه كتير لازم تخلص
خرج والداه وركبا السيارة وانطلقا الى المنصورة ذهب عمر الى مكتبه ليبدأ عمله كان ينظر الى هاتفه كل فتره وكأنه ينتظر اتصالا أو رسالة منها يعلم بأنها لن تفعل ذلك لكنه بقى متأملا
شعرت ياسمين بالملل فنزلت لتتمشى قليلا فى المزرعة ظلت تمشى لساعات وسط الطبيعه الخلابه لم تجرب السير فى المزرعة ليلا وجدت له مذاقا خاصا والنسمات المنعشة أفادتها كثيرا أخذتها قدماها قرب بيت عمر ألقت نظرة على البيت وابتسمت أخرجت هاتفها وأعادت قراءة الرسالة مرة أخرى ثم أكملت طريقها عندما همت بالعودة نظرت لتجد قرب البوابة عند الأسلاك الشائكة رجل يحاول اقټحام المكان والتسلل من بين الأسلاك دب الخۏف فى أوصالها شعرت الړعب خاڤت أن تتقدم أكثر فيراها الرجل دققت النظر تحت ضوء القمر لتجد أن للرجل هيئة كهيئة مصطفى لم تستطع رؤية ملامح وجهه جيدا بسبب الظلام لكن كان نفس الهئية والجسم
أخذت تطرق الباب بسرعة منادية
عمر عمر
تجمعت الدموع فى عينيها وهى تطرق الباب بقوة وتنظر يمينا ويسارا خشية من أن يلحق مصطفى بها ويمسكها وينتقم منها فهى الشاهدة الوحيدة عليه عمر لم يرى وجهه ولم يتعرف صوته أحد غيرها وهى تعلم أنه لن يتردد لحظة فى قټلها اذا سنحت له الفرصه لينقذ نفسه من السچن طرقت الباب بهلع وأخيرا فتح عمر نظر اليها بلهفة قائلا
قالت ياسمين بصوت مرتجف وبأنفاس متقطعه
مصطفى
سألها بهلع
هو فين عملك حاجه
ابتلعت ريقها وقالت بأعين دامعه
شوفته بيحاول يدخل من السلك اللى جمب البوابة
جذبها عمر من ذراعها بقوة وأدخلها البيت وقال بحزم
خليكي هنا واقفلى الباب كويس
من جوه ومتفتحيش لحد غيرى
أغلق الباب خلفه فتأكدت من غلقه جيدا ثم توجهت الى احدى النوافذ القريبه تستطلع الأمر منها رأت عمر يسير بإتجاه البوابة خاڤت عليه بشدة خاڤت أن يهاجمه مصطفى خاڤت أن يكون مصطفى حاملا للسلاح ويتهور ويطلق الڼار على عمر شعرت بالخۏف والفزع ليتها لم تأتى اليه ليتها لم تقحمه فى الأمر وجرت بإتجاه البوابة الى حيث غرفة الغفير وقفت فى نافذة أخرى فلم ترى شيئا اختفى عمر من أمام ناظريها وأعاقتها الأشجار عن متابعة ما يحدث تساقطت العبرات على وجنتيها هى آمنه فى الداخل وهو فى الخارج تحت رحمة هذا المچرم أخرجت هاتفها وحاولت أن تتصل به رن الهاتف ثم سمعت طرقات على الباب انتفضت أغلقت الهاتف وتوجهت الى الباب سمعت الطرقات مرة أخرى قالت بصوت مرتجف
أتاها صوته
افتحى يا ياسمين أنا عمر
شعرت بالخۏف ماذا لو كان مصطفى معه ماذا لو كان يهدده قالت بشك بصوت مضطرب
انت لوحدك ولا مصطفى معاك
صمت قليلا ثم أتاها صوته فى حنان
متخفيش أنا لوحدى مصطفى مش موجود متخفيش
مازالت تشعر بالخۏف قالت له فى حيرة وألم
طيب ما ممكن يكون مصطفى بيهددك بالسلاح دلوقتى عشان تقولى انه مش معاك وأفتح الباب وهو يدخل
طال صمته
ثم أتاها صوته الدافئ وهو يقول
لو فعلا ده حصل و مصطفى أو غيره هددنى عشان أديكي الأمان وتفتحى الباب فأنا أفضل انه يقتلنى ولا انه يطول شعره منك مش ممكن أسمح لحد انه يأذيكي يا ياسمين حتى لو فيها موتى أنا
شعرت بكلماته الصادقة تخترق قلبها وتستقر به فتحت الباب ببطء ابتسم ونظر اليها وعينيه تغمرانها بحنانه لكم تحب تلك العينين والرسائل التى ترسلانها اليها رسائل حب وعشق صامته
سألته بقلق
لقيت مصطفى
طمأنها قائلا
متخفيش مش هو
قالت بإستغراب
أمال مين
ده عامل شغال هنا فى المزرعة فضل يخبط على البوابة بس الغفير نام ومسمعوش فحاول يدخل من بين الأسلاك
أومأت ياسمين برأسها وشعرت بالحمق لأنها أزعجته بدون داعى تقدمت لتخرج فوجدت وقف أمام الباب ليمنع خروجها نظرت اليه بدهشه فنظر اليها بخبث قائلا
تعملى ايه لو حبستك هنا
شعرت بالخجل فخفضت بصرها وقالت
لو سمحت عديني
قال بمرح وعينا تلمعان بخبث
لأ مش هعديكي وهحبسك هنا لحد ما تستسلمى تماما
وفجأة دخلت سيارة والده الى المزرعة اضطربت ياسمين بشدة ونظرت الى عمر بعتاب فلو كان سمح لها بالذهاب لما كانت ستتعرض لهذا الموقف ابتسم لها عمر وهو يراقب علامات الارتباك على وجهها نزل والده ووالدته من السيارة ليروا عمر واقف على باب المنزل من الخارج و ياسمين واقفة على الباب من الدخل شعرت بالخجل الشديد من هذا المأذق الذى وجدت نفسها فيه اقتربت كريمه منها قائله بإبتسامه
ازيك يا ياسمين حمدالله على سلامتك يا حبيبتى
قالت ياسمين بتوتر
الله يسلمك
تقدم والد عمر وسلم عليها هو الآخر كانت تتمنى أن تنشق الأرض وتبلعها أصحاب البيت واقفون على الباب من الخارج وهى تقف من الداخل لا تدرى كيف تشرح ما حدث أنقذها عمر قائلا
ياسمين كانت بتتمشى واتخضت لما شافت راجل بيحاول يدخل من الأسلاك اللى جمب البوابة جتلى عشان أشوف مين اللى بيحاول يدخل ودخلتها البيت لحد ما أرجع
قالت له أمه بإهتمام
وطلع مين
عامل من اللى ساكنين فى سكن العمال الغفير كان نام ومسمعش خبطه على البوابه
قال نور موجها حديثه الى ياسمين
متخفيش يا ياسمين محدش يقدر يدخل المزرعة هنا أكيد طليقك هيخاف ييجى هنا
شعر عمر بالحنق عندما سمع لفظ طليقك كان يحاول
قدر الإمكان تناسى بأنها متزوجه من قبل لأن هذا الأمر يؤلمه أشد ألم أفسحت ياسمين الطريق ليمر والداه دخلوا الى المنزل حاولت الخروج فسد عمر الباب بجسده مرة أخرى وابتسم بخبث صاحت بضيق
لو سمحت مينفعش كده كفايه اللى حصل لو
كنت خلتنى أمشى مكنش زمانى اتحطيت فى الموقف ده لو سمحت عديني
قال عمر بمرح دون أن يتخلى عن ابتسامته
فعلا معاكى حق شكلنا بأه بايخ أوى وكمان أنا ليا سمعه لازم أحافظ عليها
اقترب برأسه منها ونظر فى عينيها قائلا
لازم تصلحى غلطتك وتتجوزيني
حاولت كتم ابتسامتها بصعوبة وقالت بجديه
لو سمحت عديني
هتف وهو يتظاهر بالجديه
وسمعتى اللى ضاعت على اديكي وأهلى اللى شافونى
واقف معاكى على عتبة بيتنا خلاص كده مفيش بنت هترضى تبص فى وشى لازم تتجوزيني وتسترى عليا يا ياسمين
لاحت ابتسامه صغيره على شفتيها لكنها أخفتها سريعا وهتفت بجديه
خليني أمشى يا إما هنادى لطنط كريمه وأقولها انك مش راضى تعديني
قال بتحدى
نادى طنط كريمه بتاعتك وأنا أقولها على اللى عملتيه في العربية
قالت بدهشة
انا عملت ايه
نظر اليها بخبث وهو يقول
كل ما أحاول أبعدك عنى تقوليلى لا يا عمر متسبنيش وفضلتى
احمرت جنتاها بشدة وهتفت قائله
والله ما حصل أنا معملتش كده
قال بتحدى
لأ عملتى كدة و كرم شاهد كمان
صاحت بضيق
بطل تهريج أنا معملتش كده صحيح أنا مش فاكرة اللى حصل بس أكيد معملتش اللى انت بتقوله ده
قال وهو يتظاهر بجديه
بصى يا بنت الناس يا توعديني انك تصلحى غلطتك وتتجوزيني يا اما مش هطلعك من البيت وهجيب المأذن وأكتب عليكي بالعافية ها قولتلى ايه تختارى ايه
قالت بجديه
عديني لو سمحت
قال بتحدى
خلاص انتى حرة انتى اللى اخترتى
ثم هم بالدخول فإبتعدت كاد أن يغلق الباب فقالت بسرعة
خلاص خرجنى
لمعت عيناه وابتسم قائلا
يعني خلاص هتتجوزيني
تحاشت النظر فى عينيه وتضرجت وجنتاها خجلا فحثها قائلا
ها مش هفضل مستنى كده كتير هتتجوزيني
ابتسمت دون أن تنظر اليه فنظر اليه بحب قائلا بهمس
كفاية الإبتسامه الحلوة دى هعتبرها بدل كلمة موافقة
قالت بصوت خاڤت وهى لا تستطيع أن ترفع عينيها فى عينيه
ممكن لو سمحت تعديني
أومأ برأسه قائلا وعيناه تغوصان فى بحر عينيها
فى اليوم التالى تحدث عمر ووالداه و كرم الى عبد الحميد واتفقوا جميعا على كتب كتاب الأختين بعد ثلاثة أيام فى نفس اليوم كانت سعادة الرجلين غامرة وكذلك الفتاتين
الفصل السادس والثلاثون
Part 36
عمت أجواء البهجة فى المزرعة بعدما تم اعلان يوم كتب كتاب كل من عمر و كرم كان الجميع فرح لهذين الرجلين وهاتين الفتاتين فالجميع مشهود له الطيبة وحسن الخلق وان وجد داخل البعض مزيج من الغيرة والحسد فالكل يعلم ان الفتاتين تعملان فى المزرعة وأنهما من أسرة بسيطة ولا يميزهن جمال صارخ يخطف عقول الرجال فأثار ذلك بعض مشاعر الغيره والحسد لدى الفتيات العاملات بالمزرعة كانت ياسمين فى منتهى السعادة تعد مع أختها ومع كريمه و سماح ترتيبات هذا اليوم قرروا أن يتم الإحتفال بهذا اليوم فى المزرعة التى شهدت ميلاد حبهم كان عمر يكاد لا يصدق نفسه من فرط السعادة فهاهى أخيرا حبيبته ستصبح زوجته وكذلك كرم و ريهام كانا سعيدين للغاية قام نور بدعوة أخته ثريا وابنها علاء و ابتنها ايناس لكنها رفضت الحضور بعدما حدث فى آخر زيارة لها فى المزرعة فمازالت غاضبة من عمر لأنه وقف أمامها من أجل حبيبته وأهلها كان عمر يشعر بالإرتياح لعدم حضور عمته لأنه كان يخشى أن تفعل هى أو ابنتها ما يعكر
صفو هذا اليوم ذهبت الفتاتان مع كريمه و سماح لاختيار الفساتين لهذه المناسبه أما الرجلين فإهتما مع أيمن و نور و عبد الحميد بتنظيم كل شئ ليخرج اليوم فى أبهى صورة قرروا أن تكون الحفلة صغيرة
عائلية على أن يعقبها العرس بفترة صغيرة ويكون احتفالا كبيرا فى القاهرة
قالت ريهام