رواية رائعة بقلم بنوته اسمرة
يكون فى ود وعشم فى التعامل بينا تجاملينى أجاملك يبقى فى علاقة مريحة بينا تبتسمى فى وشي بدل ما انتى مركبالى الوش الخشب ده أنا شوفتك وانتى بتتعاملى مع دكتور حسن بتتعاملى معاه بطريقه طبيعيه وبذوق وبتبتسمى فى وشه يعني كل اللى طالبه انك تتعاملى معايا زى أى بنت عادية
أطرقت ياسمين وقد بدأت تفهم طبيعة هذا الرجل الواقف أمامها والذى اعتاد على تهافت الفتيات عليه واللاتي يحاولن جذبه اليهن بالكلمة تارة وبالابتسامه تارة أخرى فسار هذا عنده هو المعتاد والطبيعي والمألوف لذلك هو يجد طريقة تعاملها الجادة معه ووضع الحدود فى الكلام شئ غريب على مثله لكنه سيعلم قريبا بأنها ليست كغيرها
أنا مش زى البنات اللى حضرتك بتتعامل معاهم
فظر اليها صامتا فاستطردت قائله
دى طبيعتى وده اسلوبي ومش هغيره عشان أى حد حتى لو كنا معرفة زى ما حضرتك بتقول فده مش معناه ان مفيش حدود بينا
نظر اليها وقد ضاقت عيناه فى صمت تركته وانصرفت تابعها بعينيه وهى تسير فى طريقها بثقه رغم الضيق الذى شعر به من اسلوبها معه إلا أنه وجد ابتسامه صغيرة ترتسم على شفتيه ببطء
قائلا
ايه يا ياسمين مرتاحه فى شغلك
ابتسمت له قائله
جدا يا بابا الحمد لله المكان هنا جميل والشغل مع دكتور حسن مفيد جدا
طيب الحمد لله يعني مفيش حد بيضيقك هنا
لأ يا بابا اطمن
عامة لو حد ضايقك قولى للباشمهندس عمر على طول
لو حد ضايقني أنا أقدر أتصرف معاه كويس مش محتاجه حد يدافع عني اطمن عليا يا بابا
فى تلك الليلة أغمضت عينيها
فى محاولة للاستسلام للنوم لكنها وجدت نفسها تفكر فى كلام شيماء عن عمر ترى لماذا ترك خطيبته هل هو شخص لاهى كما تصوره شيماء هل له علاقة فعلا ب مها هل هى الوحيدة أم علاقاته امتدت لفتيات غيرها بالمزرعة اذا كان فعلا شخص عابث فلماذا ترك القاهرة وأتى لتلك البلدة الريفية أله حبيبه هنا لا يقوى على فراقها لامت نفسها بشدة على الإهتمام بمعرفة اجابات تلك الأسئلة التى انطلقت كالشلال في رأسها حاولت نفض تلك الأفكار من رأسها لكن عيناه السوداوين العميقتين ظلت صورتهما تطاردها فى رأسها هبت جالسه وهى تشعر بالڠضب من نفسها توضأت وصلت ركعتين وانشغلت بقراءة احدى الروايات لتصرف تفكيرها عنه
Part 22
مرت عدة أيام و ياسمين سعيدة بعملها فى المزرعة وتحت اشراف دكتور حسن كان مريحا فى التعامل ولم تحدث مشاكل بينهما كانت مبهورة بعلمه وبمهارته فتتعلم منه كل يوم شيئا جديدا أيضا دكتور حسن أعجب كثيرا بذكائها وحماسها ونشاطها وسرعتها فى التعلم فكان يعتبرها تلميذته النجيبه ويتنبأ لها بمستقبل باهر فى عملها شعر الأسى عليها عندما علم منها بقصتها والسبب الذى دفعها هى وأهلها للمجئ الى المزرعة طمئنها وبث الأمل فيها بأن فرج الله قريب عليها فقط أن تتحلى بالصبر وسيخرجها الله من محنتها
أهلا بيك يا أستاذ شاكر
سلم عليه الرجل قائلا
أهلا بيك انت يا بشمهندس أنا متشكر انك هتديني شوية من وقتك
لا أبدا ازاى حضرتك تقولى كده اتفضل
أدخل عمر
الرجل الى بيت المزرعة كان الرجل هو عميل من عملاء عمر الذين يشترون ما تنتجه المزرعة من ألبان رحب عمر بالرجل وقدمت لهم الخادمة أقداح الشاى الساخن تحدث الرجل قائلا
أسرع عمر قائلا
طبعا يا أستاذ شاكر اتفضل
أنا ابنى الصغير فى آخر سنة له فى كلية الطب البيطرى وانت عارف ان أى شغل بيتطلب خبره الولد معندوش أى فكره عن أى شئ انت عارف ان فى مصر للأسف بندرس فى الجامعه حاجة والشغل العملى بيكون حاجه تانية خالص فأنا كنت حابب بما انه فى آخر سنة انه ييجي يتدرب عندك هنا فى المزرعة أنا عارف ان عندك دكاترة ممتازين جدا وانك مش بتشغل عندك الا ناس كفائتها عاليه أنا بس عايزه يكون تحت ايديهم وكمان ده هيفيده فى امتحاناته السنة دى لان عندهم جزء كبير عملى وهو زى ما قولت ميح خالص
أسرع عمر قائلا
طبعا يا أستاذ شاكر يشرفنا وجوده فى المزرعة وهنا عندنا دكاترة ممتازين وان شاء الله يستفاد منهم
متشكر جدا يا بشمهندس وهو ده كان العشم
انتهت المقابلة وانصرف شاكر حان معاد استراحة الغداء عندما تركت ياسمين ما بيدها لتذهب لتتناول طعامها لمحت عند البوابة فلاحه بسيطة كبيرة فى السن تتحدث مع الرجل الواقف على البوابة والرجل يحاول اخراجها وهى تأبي أن تخرج لفت المشهد نظر ياسمين خاصة وأن الرجل كان يتعامل مع السيدة الكبيرة بغلظة وخشونة اقتربت من البوابة فسمعت تلك السيدة تقول
أبوس ايدك يا ابنى دخلنى أنا زى أمك
رد عليها الرجل وهو يدفعه لتخرج خارج المزرعة
لا أمى ولا أبويا ممنوع يامه محدش بيدخل هنا غير اللى بيشتغلوا بس
يا ابنى ما انا كنت بشتغل هنا أبوس ايدك دخلنى
يا ست امشى بأه الله يسهلك
تقدمت ياسمين منهما قائله
خير فى ايه
قالت السيدة بسرعة وكأنها تستنجد ب ياسمين
الهى يكرمك يا بنتى خليه يدخلنى أنا ورايا عيال اعمل ايه بس يا ربي
وجهت ياسمين كلامها الى الرجل قائله
حضرتك مش عايز تدخلها ليه
عشان ممنوع حد يدخل الا اذا كان بيشتغل فى المزرعة ودى مبتشتغلش فيها
اڼفجرت السيدة باكية وقالت
طيب أعمل ايه بس يا ربي
رق قلب ياسمين لحال تلك السيدة وأخذتها وخرجت من البوابة لتتحدث معها ربتت بكفها على كتف السيدة قائله
خير يا حجه مالك فى ايه
قالت السيدة وهى مازالت تبكى
أنا يا بنتى كنت بشتغل هنا بس عندى عيل تعب وكنت عده جمبه فى المستشفى بعيد عنك وعن السمعيين جاله التهاب جامد فى الرئه وكان يا حبت عيني بيتوجع أوى دخلت بيه المستشفى وغبت فترة رجعت لقيتهم حسبي الله ونعم الوكيل فيهم طردونى من الشغل عشان غبت فترة طويله
طيب وليه مشرحتلهمش ظروفك
هما يا بنتى مدينى فرصة أشرح حاجه أنا ورايا كوم لحم أعمل ايه فيهم بس يا ربي
واڼفجرت مرة أخرى فى البكاء وأمسكت يد ياسمين قائله
انشاله ينجيكى ويكفيكي شړ
المړض ساعديني أدخل أتكلم مع رئيس العمال يمكن يرضى يرجعنى تانى
كاد قلب ياسمين أن ينفطر لحال تلك السيدة المسكينة وقررت أن تساعدها فقالت لها
طيب أنا هساعدك يا حجه وهشرحلهم ظروفك تعالى بكرة فى نفس المعاد وأنا أقولك عملت ايه
حاولت السيدة تقبيل يدها فسحبتها ياسمين بسرعة قالت لها
ربنا يباركلك يا بنتى ويكفيكي شړ طريقك أنا كل يوم باجى هنا هاجى بكرة ويارب أسمع خبر حلو
ابتسمت لها ياسمين فى حنو وربتت على كتفها قائله
ادعى ربنا وان شاء الله يرجعوكى الشغل تانى
تركتها ياسمين ودخلت وهى متأثره بشدة كيف يطردون سيدة مثلها وهى فى أمس الحاجة للمال توجهت الى المبنى الإدارى حيث مكتب عمر طرقته طرقات خفيفة سمعت صوت من الداخل
اتفضل
دخلت رفع عمر رأسه ليجدها أمامه هز رأسه لتتقدم تركت الباب مفتوحا كما المرة الماضية ودخلت وقفت أمام المكتب قائله
صباح الخير يا بشمهندس
رد عمر
صباح النور
نظر عمر الى الباب المفتوح ثم نظر اليها قائلا
هو مينفعش الباب يتقفل لازم اللى رايح واللى جاى يتفرج علينا
ارتبكت ياسمين نظرت الى الباب ثم اليه كان يرقب ردود أفعالها قالت بتوتر
آسفه مش هينفع أقفله
همت بالإنصراف ثم قالت
خلاص مفيش مشكلة شكرا
أوقفها عمر قائلا
استنى
الفتت اليه فنظر اليها قائلا
انتى على طول متسرعة كدة
صمتت ولم تجب أشار برأسه الى الكرسي أمام المكتب قائلا بصرامة
اعدى
تقدمت ياسمين وجلست نظر اليها كانت تحاول استجماع قواها وترتيب
أفكرها صمتت لحظات ثم التفتت اليه تنظر اليه قائله
فى واحدة كانت بتشتغل هنا فى الحلب هى ست كبيرة فى السن وشكلها على أد حالها كانت واقفة على البوابة الراجل مش راضى يدخلها اتكلمت معاها طردوها من الشغل عشان كانت بتغيب كتير بس هى معذوره ابنها كان تعبان فى المستشفى وهى كنت أعده جمبه
كان عمر يراقبها وهى تتحدث وعلى وجهها ملامح التأثر لحال تلك السيدة بلعت ريقها ثم استطردت قائله
هى غلبانه أوى وملهاش شغل تانى تصرف منه على ولادها يعني لو ينفع يعني حضرتك
قاطعها قائلا
بتتوسطيلها عندى يعني
بللت شفيها بلسانها وقد شعرت أن حلقها جاف من التوتر قالت
لو ينفع حضرتك ترجعها الشغل تانى يبقى خدت فيها ثواب لأن فعلا شكلها محتاجة للشغل أوى
صمت عمر لحظات ثم نظر اليها قائلا
لو فعلا مشوها للسبب ده يعني بسبب غيابها فأنا هقول لرئيس العمال يرجعها تانى
لم تصدق ياسمين ما سمعت شعرت بفرحة عارمة أن استطاعت مساعدة تلك السيدة الفقيرة نظرت الى عمر وهتفت والابتسامه تعلو شفتيها
بجد يعني هترجعوها الشغل
راقب عمر ابتسامتها والفرحة التى تعلو وجهها من أجل سيدة لا تعرفها ولم تلتقى بها من قبل ساد الصمت لاحظت ياسمين تفرسه فيها فشعرت بحمرة الخجل وهى تتصاعد الى وجنتيها فخفضت بصرها قال بعد برهه
أيوة لو كان زى ما قالت هو ده السبب اللى طردوها عشانه يعني متكنش عملت حاجه غلط سړقت مثلا أو سببت تلفيات
شكرته ياسمين قائلا
شكرا لحضرتك وهى عامة بتيجي تقف كل يوم أدام البوابة وهى هتيجي بكرة عشان تعرف اذا كانت هترجع الشغل ولا لأ
هز عمر رأسه فنهضت ياسمين ونظرت اليه قائله
متشكره مرة تانية
ثم خرجت وأغلقت الباب وراءها ظل عمر ينظر الى الباب المغلق و هو يفكر فى رقة قلب تلك الفتاة التى شعرت الفرح الذى أنار وجهها من أجل تلك السيدة الفقيرة كم هى رقيقه تحب الخير للآخرين كان مستغرقا فى تفكيره عندما طرق أيمن الباب ودخل قائلا ببشاشة
ازيك يا عمر
ابتسم له عمر قائلا
تمام الحمد لله
جلس أيمن على المقعد التى كانت تجلس فيه ياسمين منذ قليل تفرس فى صديقه الشارد الذهن قائلا
ايه مالك فى ايه
ابتسم عمر قائلا
لا أبدا مفيش حاجه
قال أيمن لصديقه وهو يشير الى ذراعه اليسرى الموضوعه على المكتب
أخبار دراعك ايه دلوقتى
رفع عمر ذراعه ونظر اليه قائلا
الحمد لله أحسن كتير من ساعة ما فكيت الجبس وأنا مواظب على العلاج الطبيعي وحاسس بتحسن المشكلة بس انى كل فترة بحس فيها بتنميل شديد ومبكنش قادر احركها
قال أيمن بقلق
ما قولتش للدكتور اللى متابع معاك الكلام ده ليه
تنهد عمر قائلا
قولتله وقالى طبيعي ده نتيجه لضعف الأعصاب فى دراعى بعد الحاډثة وان العلاج الطبيعي هيقوى الأعصاب وهترجع ايدي تانى زى الأول
حث أيمن صديقه قائلا
يبأه